الان مع الكتاب
خلفية تاريخية
في عام 214 هـ الموافق لـ 829 م اعتلى الشاب توفيل بن ميخائيل عرش الإمبراطورية البيزنطية، كانت الحروب بين المسلمين والبيزنطيين ممتدة على مدى قرنين من الزمن على فترات متقطعة. عقدت هدنه دامت لعشرين عاماً بسبب الفتنة التي حصلت في عهد الخلافة العباسية بين الأمين و المأمون وبسبب أن الإمبراطورية البيزنطية كانت أيضًا منهكة بسبب الحروب السابقة.
توفيل كان طموحًا وكان مؤمنًا بعقيدة حظر الإيقونات التي تحرم تصوير شخصيات النصرانية وتمجيدها، توفيل دعّم حكومته وسياسته الدينية بقوة جيشه . بالنسبة لحال الخلافة العباسية آنذاك فقد كانت تعاني من خطر يهددها وهو خطر بابك الخرمي،ففي عهد المأمون كاد الخرمية بقيادة بابك أنْ يودوا بالخلافة الإسلامية العباسية . وحاول المأمون أن يقضي عليها ؛ فأرسل الحملات لكنه تُوفي دون أن يُحقق أي نجاح، وانتقلت مهمة القضاء على هذه الفتنة إلى الخليفة المعتصم بالله ونجح في إخمادها،وكان بابك قد اتصل بتوفيل يطلب منه مهاجمة الخلافة الإسلامية العباسية التي انشغلت بقتالهم، وكان مما قاله له : «"إنَّ المعتصم لم يُبْقِ على بابه أحدٌ، فإنْ أردت الخروج إليه فليس في وجهك أحدٌ يمنعك"».
واستجاب ملك الروم توفيل بن ميخائيل لاستغاثة بابك، وجهَّز جيشًا يزيد قُوامه على مائة ألف جندي ، وسار به إلى الثغور ، فهاجم المدن والقرى يقتل ويأسر ويمثِّل ، وكانت مدينة ملطيَّة من المدن التي خرَّبها الملك توفيل، حيث قتل الكثير من أهلها، وأسر نساءها المسلمات، حتى إنَّ عددهن بلغ ألف امرأة.
كان توفيل في معاركه هذه استعان بأشتات الخرمية وبقائدهم الذي كان اسمه نصر الذي تنصر و عُمّد واختار لنفسه اسم ثيوفوبس وكان عدد الخرمية في جيش توفيل ما يقارب من أربع عشرة ألف جندي