كتاب " معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد " للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله من الكتب العظيمة النافعة في أمر العقيدة الصحيحة .
وأصل الكتاب هو نظم مختصر فيه بيان عقيدة السلف ، نظمه - كما قال الشيخ - بسؤال أحد المحبين له ، وضم فيه مسائل أخرى نافعة تتعلق بما افتتن به العامة من صرف عباداتهم إلى القبور والأحجار والأشجار وسمى النظم "سلم الوصول إلى مباحث علم الأصول" .
ويتميز هذا الكتاب الجليل الذي لاقي كثيرا من الحفاوة والقبول بين طلبة العلم والمشايخ لما يتمتع به من قيمة علمية بما يلي :
1- حسن عرضه وتبويبه ، واستيفاؤه لكثير من نصوص الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح.
2- الأسلوب السهل قريب التناول .
3- عرض العقيدة من خلال الأثر والحديث .
4- فيه تصور متكامل عن جميع قضايا هذا العلم وأركان الإيمان بصورة تفصيلية على منهج السلف في تعظيم الأثر والإكثار من الاستدلال به .
5- جمع هذا الكتاب بين تأصيل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله للقضايا الذي لا يكاد يوجد واضحًا عند غيره ، وما نقل عن السلف من أقوال وآثار في كل قضية محل للنزاع .
6- كثرة النقول عن السلف وأئمة المسلمين لتأصيل ودعم العقيدة الصحيحة ؛ ليتضح للمبتدئ أن هذه العقيدة الصافية ليست من ابتداع المتأخرين ، ولكنها عقيدة المؤمنين من السابقين الأولين ومن تابعهم بإحسان إلى يوم الدين .
7- اعتماده على الأحاديث الصحيحة ، وقلة الأحاديث الضعيفة الواردة فيه ، أو ندرتها .
8- جمع عامة المسائل الواردة في كثير من الكتب العقائدية المشهورة كالعقيدة الطحاوية والعقيدة الواسطية والعقيدة التدمرية وكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
9- الكلام على المخالفات الشرعية بأسلوب سهل ، يسهل على الطالب استيعابه وفهمه .
10- جمع الكتاب بين الجزالة والقوة وبين سهولة البيان والتقريب بأسلوب علمي رصين .
ثانيا :
ينصح في دراسة الكتب وخاصة كتب العقيدة أن يكون ذلك على يد أهل العلم من مشايخ أهل السنة ، أو طلبة العلم المجيدين المشهود لهم بصحة الاعتقاد وحسن الطريقة ، حتى لا ينحرف المبتدئ ، أو يفهم فهما غير صحيح ، أو يعتقد اعتقادا فاسدا ، أو يقع في نوع من البدعة دون أن يشعر .
ولكن لا مانع من دراسة كتاب " معارج القبول " ومذاكرته وقراءته ولو بدون شيخ ، مع الاستعانة بشرائط التسجيل المسجل عليها شروح بعض المشايخ للكتاب ، على أنه متى أغلق عليه فهم شيء منه ، أو شعر فيه بالاضطراب ، وعدم الفهم فعليه أن يراجع أحد المشايخ ليوقفه على الصواب ويرشده إليه .
فالمختار أن يقرأ الكتاب على شيخ ، فإن لم يتمكن من ذلك فلا بأس بمطالعته ومذاكرته والقراءة فيه بالشرط المذكور .
على أن الأنسب للمبتدئ أن يقرأ أحد مختصرات هذا الكتاب النافع ، مثل اختصار الشيخ هشام العقدة له ، أو اختصار الدكتور محمد سعيد القحطاني .
