بدأ ابن مالك في نظمه بالحمد والثناء لله، ومن ثم أثنى على من سبقه في النظم وهو نظم ابن معطي؛ وبعد ذلك ابتدأ ابن مالك بالباب الأول من النحو، وهو باب الكلام وما يتألف منه.
اعتمد ابن مالك في ألفيته بالتمثيل في التعريف بالمصطلحات والمفاهيم النحوية من ذالك قوله في البيت الأول، من باب الكلام وما يتألف منه:
كَلامُنَا لَفْظٌ مُفِيدٌ كاسْتَقِمْ وَاسْمٌ وَفِعْلٌ ثُمَّ حَرْفٌ الْكَلِمْ
حيث اختصر ابن مالك تعريف الكلام بـ «اللفظ المفيد» ومثل ذالك بقوله «كاستقم». والكلام عند النحاة هو عبارة عن اللفظ المفيد فائدة يحسن السكوت عليه.
التنبيه على الأحكام القلة، حيث استعمل ابن مالك هذا الأسلوب كثيرًا في نظمه، من ذلك قوله في البيت الواحد والسبعين، من باب النكرة والمعرفة:
وَفي لَدُنِّي لَدُنِي قَلَّ وَفِي قَدْنِي وَقَطْنِي اَلْحَذْفُ أيْضًا قَدْ يَفِي
أشار بهذا إلى أن الفصيح في لدني إثبات النون كقوله تعالى: ﴿قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا﴾ [[الكهف: 76]]. ويقل حذفها كقراءة من قرأ من لدني بالتخفيف. والكثير في قد وقط ثبوت النون نحو: قدني وقطني، ويقل الحذف نحو: قدي وقطي أي حسبي وقد اجتمع الحذف.
التنبيه على المسائل الشاذة ومن ذلك قوله في البيت السابع والثلاثين، من باب المعرب والمبني:
أُولُو وَعَالَمُونَ عِلّيّونَا وَأَرَضُونَ شَذّ وَالسّنونَا
أولو لأنه لا واحد له من لفظه وعالمون جمع عالم وعالم كرجل اسم جنس جامد وعليون اسم لأعلى الجنة وليس فيه الشروط المذكورة لكونه لما لا يعقل وأرضون جمع أرض وأرض اسم جنس جامد مؤنث والسنون جمع سنة والسنة اسم جنس مؤنث فهذه كلها ملحقة بالجمع المذكر لما سبق من أنها غير مستكملة للشروط.
التنبيه على المسائل النادرة ومن ذلك قوله في البيت التاسع والستين، من باب النكرة والمعرفة:
وَلَيْتَني فَشَا وَلَيْتي نَدَرا وَمَعْ لَعَلَّ اعْكِسْ وَكُنْ مُخَيَّرا
والكثير في لسان العرب ثبوتها وبه ورد القرآن الكريم ﴿يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ﴾ [[النساء: 73]]. وأما لعل فذكر أنها بعكس ليت فالفصيح تجريدها من النون كقوله تعالى حكاية عن فرعون: ﴿لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ﴾ [[غافر: 36]]. ويقل ثبوت النون، فوصف ليتي بالندور.
التنبيه على المسائل الجائزة ومن ذلك قوله في البيت الثالث والسبعون بعد المئة، من باب الأفعال المقاربة:
وَالْفَتْحَ والْكَسْرَ أَجِزْ فِي السِّيْنِ مِنْ نَحْوِ عَسَيْتُ وَانْتِقَا الْفَتْحِ زُكِنْ
ويشير إلا أنه يجوز في عسى إذا أضيفت إلى ضمير رفع متحرك كسر السين وفتح السين
التنبيه على الحسن ومن ذلك قوله في البيت التاسع والستين، من باب المعرب والمبني:
أَبٌ أخٌ حَمٌ كَذَاكَ وَهَنُ والنَّقْصُ فِي هذا الأَخِيرِ أَحْسَنُ
وإليه أشار بقوله والنقص في هذا الأخير أحسن أي النقص في هن أحسن من الإتمام والإتمام جائز لكنه قليل