السيرة الذاتية :عبد الله بن سعيد بن محمد عُبادي اللحجي الحضرمي
حفظ القرآن الكريم على يد والده كما جفظ بعض المتون الأخرى، ثم أدخله والده مدينة الحوطة عند الأستاذ حسن عبد الله إبراهيم، فبدأ يأخذ عنه مبادئ العلوم، فدرس الكتابة والحساب وحفظ بعض المتون، وبقي كذلك حتى توفي والده عام 1354ه، وفي هذا العام وبعد أن توفي والده أخذ قوامة المسجد من بعده وهو في الحادية عشرة من عمره، فكان إماما ومؤذنا، إلا أنه كثيرا ما كان يقدم غيره للإمامة، ويتفرغ هو لطلب العلم، والأخذ عن العلماء، وفي عام 1358ه رحل رحمه الله إلى المراوعة، وبقي هناك فترة من الوقت يدرس على علمائها، ويأخذ عنهم مختلف العلوم الشرعية، وقد درس فيها على الشيخ عبدالرحمن بن محمد الأهدل، ولازمه أكثر من عشر سنوات، وقرأ عليه كثيرا من الكتب، واستفاد منه فائدة كبيرة، وكان طيلة عشر سنوات لم يكد يفوته درس من دروسه، وقد قرأ عليه التفسير والحديث والفقه وقواعد الفقه والعقائد وغيرها، وأجازه إجازة عامة بكل ماتجوز له روايته وكتب له الإجازة بخطه، ومن مشايخه الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن عبدالله الأهدل، درس عليه الفقه والحديث وغيرهما وأجازه إجازة عامة، ومنهم الشيخ محمد حسن هند الأهدل ولازمه واستفاد منه كثيرا وقد أجازه كذلك إجازة عامة، وبعد أن أخذ عن علمائها وقرأ عليهم عاد إلى قريته، ثم في عام 1361ه رحل إلى زبيد فأخذ عن علمائها، وقرأ عليهم، وبقي فيها إلى نهاية عام 1372ه، ثم في عام 1374ه قدم مكة المكرمة للحج وبقي فيها عاما واحدا عاد بعدها إلى اليمن، وقد قرأ في هذه المدة الوجيزة على الشيخ علوي المالكي ولازمه سنة كاملة، وفي عام 1377ه قصد مكة المكرمة مرة أخرى للحج ثم المجاورة، وبقي فيها حتى وفاته رحمه الله، وبقي ملازما للشيخ علوي المالكي ملازمة تامة، وقرأ عليه في المسجد الحرام وفي بيته كتبا كثيرة، يقول محمد علوي المالكي: " وكنت لا أرى مجلسا من مجالس والدي إلا وأرى الشيخ عبدالله اللحجي في ذلك المجلس ... ونسخ بيده الكثير من المخطوطات المفيدة والمجاميع العديدة والرسائل النادرة باسم والدي هدية له"( ) كما كان الشيخ علوي المالكي يعتني كثيرا بالشيخ عبدالله اللحجي ويأخذه معه في مجالسه الخاصة ورحلاته خارج مكة للوعظ والإرشاد، أو للاصلاح بين الناس، أو لزيارة العلماء والصالحين، أو لحضور مجالس الذكر وقراءة القرآن، وقد حج معه مرات عديدة، وقد أعطاه الشيخ علوي المالكي الخلوة في رباط السليمانية، وكان الشيخ عبدالله متفرغا للعلم ويعيش مع طلبة العلم وكل أوقاته للعلم وأهله، ومن مشايخه كذلك الشيخ عبد الله بن علي العمودي، والشيخ عبد الله بن أحمد الهدار، والشيخ حسن المشاط وقد قرأ عليه كثيرا من الكتب، كالصحيحين والموطأ وعامة كتب الحديث، والشيخ محمد العربي التباني وقد أجازه إجازة عامة، والشيخ محمد ياسين الفاداني وأجازه إجازة عامة، والشيخ محمد أمين كتبي، والشيخ حسن بن سعيد يماني، والشيخ خير محمد بن بار الباكستاني البنجابي، وغيرهم رحمهم الله، وقد كان للشيخ عناية خاصة بالإجازة وقد أجازه كثير من العلماء وقد روى المسلسلات القولية والفعلية والمسلسل بالأولية.
عقد الشيخ حلقة للتدريس في المسجد الحرام بعد أن لازم العلماء وأخذ عنهم، ونال حظا وافرا من العلوم الشرعية، وكانت حلقته بين باب الندوة وباب الشامي، كما كان يدرس في منزله، ودروسه كانت في الصحيحين، ومنهاج الطالبين، وله طلاب كثيرون من كافة المناطق، ومنهم محمد بن علوي المالكي، وقد لازمه بأمر من أبيه، ومنهم الدكتور أحمد عبد العزيز الحداد، والسيد محمد حسين هاشم القديمي، والسيد قاسم الأهدل، وغيرهم، وإضافة إلى تدريسه بالمسجد الحرام كان رحمه الله مدرسا بالمدرسة الفخرية، كما درس عامين في دار العلوم الدينية، وكذلك درس رحمه الله في الصولتية أكثر من ثلاثة وعشرين عاما.
كان رحمه الله معروفا بالأخلاق العالية، وكان يلقى الناس بود وحب فأحبه الناس، كما كان حريصا على اقتناء الكتب النفيسة عامة، وكتب الحديث والتاريخ خاصة، وكان يعتني بالنسخة التي لديه ويبحث عن النسخ القديمة ويقابلها بالنسخة المطبوعة ويضبطها .
توفي رحمه الله بمكة المكرمة في السادس والعشرين من شهر جمادى الأولى عام 1410ه، وصلي عليه عقب صلاة الظهر ودفن بالمعلاة بمكة المكرمة.
ترك رحمه الله مؤلفات عديدة من أهمها:
1/ إيضاح القواعد الفقهية لطلاب المدرسة الصولتية. مطبعة المدني، 1388ه.
2/ المرقاة إلى الرواية والرواة. المطبعة السلفية ومكتبتها، 1969م.
3/ منتهى السول على وسائل الأصول إلى شمائل الرسول عليه السلام. دار المنهاج، الطبعة الثالثة 1426ه.
