الان مع الشرح
قد ألَّف علماءُ السنَّة قديماً وحديثاً مؤلَّفاتٍ تُوَضِّح عقيدةَ أهل السنَّة والجماعة، منها ما هو مختصَرٌ، ومنها ما هو مطوَّلٌ، وكان مِن بين هذه المختصرات مقدِّمةُ الإمام ابنِ أبي زيد القيرواني المالكي لرسالته.
ومقدمة هذه الرسالة على وجازتها، حاوية لأصول الاعتقاد في الإسلام على طريقة سلف هذه الأمة في بيان حقيقة الإيمان وأركانه الستة، وتقرير توحيد الله سُبحانه وتعالى في أسمائه وصفاته، كالاستواء واثباتها على حقيقتها، وتفويض كيفيتها اثباتا من غير تفويض للحقيقة، ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل، وما ميّز هذه الرسالة بصفة عامَّة؛ الجمعُ بين الأصول والفروع في كتاب واحد، وهذا نادرٌ في فعل المؤلِّفين، وهو حَسَن، يجعل المشتغلَ في فقه العبادات والمعاملات على علمٍ بالفقه الأكبر، الذي هو العقيدةُ على طريقة السلف